قم بمشاركة المقال
يعد كسوف الشمس ثاني ظاهرة فلكية يشهدها رمضان الحالي، وذلك بعد خسوف القمر والذي تحقق في بعض أجزاء من الكرة الأرضية في النصف الأول من الشهر المعظم، وهو ما دعا كثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى ربط الظاهرتين الفلكيتين بعلامات الساعة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم وبعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضاً
حديث شريف يحسم الجدل
لم يثبت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن تكرار كسوف الشمس خسوف القمر من علامات الساعة الصغرى أو الكبرى، ولكن الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في علامات الساعة ، قال فيه حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه: «اطَّلع النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر. فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعةَ.
اقرأ أيضاً
قال: إنها لن تقومَ حتى ترَوا قبلَها عشرَ آياتٍ. فذكر: الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى بنِ مريم عليهما السلّامَ، ويأجوجَ ومأجوجَ. وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ. وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم» (صحيح مسلم).
ما هي علامات الساعة؟
اقرأ أيضاً
ومن أشراط الساعة الكبرى في القرآن والسنة الصحيحة، نورد بعضها في التقرير التالي:
1- الدخان
قال تعالى: ﴿فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين* يغشى الناس هذا عذاب أليم﴾ [الدخان: 10-11].
فمن علامات الساعة وأشراطها العظمى ظهور دخان قبل قيام الساعة، يملأ الأرض كلها، فتصبح كبيت أوقد فيه، فيأخذ بالمؤمنين كالزكمة، ويدخل في منافذ الكفار والمنافقين حتى يخرج من كل مسمع منهم.
2- الخسوفات الثلاثة
وهي من أشراط الساعة، جاء ذكرها في الأحاديث ضمن العلامات الكبرى، فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن رسول الله (ﷺ) قال: «إن الساعة لن تقوم حتى تروا عشر آيات.. (فذكر منها) وثلاثة خسوف، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب».
وهذه الخسوف تكون عظيمة وعامة لأماكن كثيرة من الأرض، في مشارقها ومغاربها وفي جزيرة العرب. وقد وجد عبر التاريخ الخسف في مواضع، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرا زائدا على ما وجد، كأن يكون أعظم منه مكانا وقدرا.
3- المسيح الدجال
مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات، كإنزال المطر، وإحياء الأرض بالنبات وغيرهما من الخوارق، وسمي الدجال مسيحا، لأن إحدى عينيه ممسوحة، ولأنه يمسح الأرض في 40 يوما، والقول الأول هو الراجح، لما جاء في الحديث النبوي: «إن الدجال ممسوح العين». (البنكاني، أشراط الساعة، ص 185).
- ومعنى الدجال: المموه الكذاب بالممخرق، وهو من أبنية المبالغة، وهو على وزن فعال، أي يكثر منه الكذب والتلبيس، وجمعه دجالون، وجمعه الإمام مالك علودجاجلة
وهو جمع تكسير.
- وسمي الدجال دجالا: لأنه يغطي الحق بالباطل، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم، وقيل لأنه يغطي الأمر بكثرة جموعه. (الوابل، أشراط الساعة، 391).
4- خروج يأجوج ومأجوج
خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان علامة من علامات الساعة الكبرى، وقد دل على ظهورهم الكتاب والسنة:
والآيات الدالة على ظهور يأجوج ومأجوج هي:
- قال تعالى: ﴿حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون* واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين﴾ [الأنبياء: 96-97].
5- خروج الدابة
قال تعالى: ﴿وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون﴾ [النمل: 82].
فهذه الآية الكريمة جاء فيها ذكر خروج الدابة، وأن ذلك يكون عند فساد الناس، وتركهم أوامر الله، وتبديلهم الدين الحق، يخرج لهم دابة من الأرض، فتكلم الناس على ذلك.
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي (ﷺ) قال: «بادروا بالأعمال ستا: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم».6- ظهور المهدي المنتظر
جاءت الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي، وهذه الأحاديث منها ما جاء فيه النص على المهدي، ومنها ما جاء فيه ذكر صفته فقط، ومن هذه الأحاديث:
- قال رسول الله (ﷺ): «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعا أو ثماني» يعني: حججا. (الوابل، أشراط الساعة، ص 349).
7- نزول عيسى عليه السلام
نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ثابت في الكتاب والسنة الصحيحة المتواترة، وذلك علامة من علامات الساعة الكبرى:
ومن الأدلة الواردة في القرآن الكريم على نزول عيسى عليه السلام:
- قال الله تعالى: ﴿ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون * وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون * وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم﴾ [الزخرف: 57-61].
فهذه الآيات جاءت في الكلام على عيسى عليه السلام، وجاء في آخرها قوله تعالى: أي نزول ﴿وإنه لعلم للساعة﴾ قبل يوم القيامة علامة على قرب الساعة. (الوابل، أشراط الساعة، 58).
وعيسى عليه السلام حي، وقد ثبت في (الصحيحين) عن النبي (ﷺ) أنه قال: «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، وإماما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد».
وثبت في (الصحيح) عنه أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق، وأنه يقتل الدجال، ومن فارقت روحه جسده، لم ينزل جسده من السماء، وإذا أحيي، فإنه يقوم من قبره. (الوابل، أشراط الساعة، ص 67).
8- طلوع الشمس من مغربها
من أعظم أشراط الساعة الكبرى، وبه يغلق باب التوبة.
الآية الدالة على ذلك: قد ذكر الله تعالى طلوع الشمس من مغربها في قوله جل وعلا: ﴿هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون﴾ [الأنعام: 158].
وقد دلت الأحاديث الصحيحة أن المراد ببعض الآيات المذكورة في الآية هو طلوع الشمس من مغربها، وهو قول أكثر المفسرين.
9- النار التي تحشر الناس
ومنها خروج النار العظيمة، وهي من أشراط الساعة الكبرى، وأولى الآيات المؤذنة بقيام الساعة، وجاءت الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن، من قعرة عدن، فقد جاء في حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة الكبرى قوله (ﷺ): «وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم»، وفي رواية له عن حذيفة أيضا: «ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس».