قم بمشاركة المقال
كشف وسام الغامدي، الرئيس التنفيذي لـ "نيوم للهيدروجين الأخضر"، عن تقدم ملحوظ في بناء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين في العالم في مدينة "أوكساجون" ضمن منطقة "نيوم" في السعودية، مؤكدا أن الأعمال تسير وفق الجدول الزمني المحدد.
كما أوضح الغامدي أن الشركة استلمت الشحنة الأولى من المعدات الرئيسية وفي الوقت الحالي، يتم العمل على تركيبها في الموقع، متوقعا استلام المزيد من توربينات الرياح والمعدات الضرورية لمصنع الهيدروجين، وكذلك محطتي طاقة الرياح والطاقة الشمسية خلال هذا العام.
اقرأ أيضاً
كما ركز الرئيس التنفيذي لشركة "نيوم للهيدروجين الأخضر"، خلال حديثه لـ "الشرق الأوسط"، على تحقيق الشركة أعلى مستوى تقدم في أعمال البناء خلال هذا العام، استعدادا لبدء العمليات بالكامل في عام 2026. كما أشار إلى أن أحد أبرز إنجازات "نيوم للهيدروجين الأخضر" خلال عام 2023 كان بلوغ مرحلة الإغلاق المالي الكامل في مايو من العام الماضي، بعد الحصول على تمويل بقيمة إجمالية تبلغ 8.4 مليار دولار.
رغم أن الأعمال الأولية في مصنع شركة (نيوم للهيدروجين الأخضر) بدأت رسميا بفضل رؤية مشتركة واستثمار من الشركات الثلاث المساهمة، وهي (أكوا باور) و(إير برودكتس) و(نيوم)، في مراحل مبكرة، إلا أن هذا التمويل ساعدنا في المضي قدما في أعمال التشييد والبناء الأساسية وزيادة وتيرة تنفيذها.
اقرأ أيضاً
وأشار: «أهمية إسهام عملية التمويل في تعزيز ثقة جهات الاستثمار العالمية في جدوى اقتصادية مشروع شركة (نيوم للهيدروجين الأخضر)، الذي يهدف إلى انشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين في العالم بشكل واسع النطاق».
إنتاج الهيدروجين على رأس أولويات الشركة لعام 2023، بحسب تصريحات الغامدي حيث يركز اهتمام الشركة في الفترة القادمة على الإنجازات الرئيسية في مجالات البناء، وذلك استعدادا لاستقبال الدفعات الأولى من المعدات الرئيسية على موقع مصنعنا في نيوم.
اقرأ أيضاً
وأشار الغامدي إلى استلام الشركة للدفعة الأولى من ست توربينات رياح في أكتوبر الماضي عبر ميناء نيوم، الذي يعتبر موجه المدينة الصناعية المتطورة والمتقدمة تكنولوجيا، أوكساجون.
أعربت الشركة عن ثقتها في قدرتها على إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع وبأقل تكلفة ممكنة في السوق، وأكدت أن المملكة العربية السعودية تهدف إلى أن تكون رائدة عالميا في صناعة وتصدير الهيدروجين، تمشيا مع المبادرة الخضراء، حيث تسعى إلى إنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين النظيف سنويا بحلول عام 2030.
وسام الغامدي هو الشخص التنفيذي في شركة "نيوم للهيدروجين الأخضر".
قيادة المملكة نحو مستقبل عالمي
توقع الغامدي أن تقود المملكة في المستقبل القريب مساعي عالمية تهدف إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر، فيستفيد من خبرتها الطويلة في مجال مصادر الطاقة المتجددة ومواردها الطبيعية الوفيرة، بما فيها الرياح والشمس والمساحات الشاسعة.
وأكد أن نيوم للهيدروجين الأخضر تعمل جاهدة للمساهمة في تحقيق هذا الهدف الطموح وفقا للمهندس الغامدي، من المتوقع أن يصل إنتاج مصنع "نيوم للهيدروجين الأخضر" إلى 600 طن من الهيدروجين النقي يوميا عند تشغيله، الكمية المتاحة لتشغيل ما يصل إلى 20 ألف حافلة تعمل بالهيدروجين سيتم أيضا إنتاج 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويا وتصديرها إلى مختلف أنحاء العالم.
كما ستقوم شركة "نيوم للهيدروجين الأخضر" بتخزين الهيدروجين النقي كأمونيا خضراء وتصديره مباشرة عبر الناقلات، استفادة من موقعها الاستراتيجي بالقرب من طرق الشحن والتوزيع العالمية الرئيسية.
أهمية مشروع على مستوى العالم
بخصوص أهمية المشروع على مستوى العالم، صرح وسام الغامدي قائلا: "ستسهم مبادرتنا عند دخولها حيز التشغيل الكامل في عام 2026 في إنتاج حوالي 600 طن من الهيدروجين".
وأكد أن المملكة ملتزمة حاليا بتحقيق رؤيتها الاستراتيجية وطموحاتها المستقبلية الكبيرة، بهدف تحقيق نجاح مبادرة شركة "نيوم للهيدروجين الأخضر" كأول مبادرة من نوعها من خلال تحويلها إلى واقع ملموس.
وأوضح: "بدون شك، تناغم خططنا مع أهداف رؤية 2030 للسعودية فتح لنا فرصة لإتمام أعمال البنية التحتية بشكل سريع وبمقياس غير مسبوق".
أشار إلى أن السعودية تعزز من توفير الهيدروجين الأخضر للعالم من خلال هذا الإجراء، والذي سيسهم في تقليل انبعاثات الكربون في قطاعات هامة مثل النقل الثقيل والصناعات الثقيلة وغيرها.
التمويل الكامل للمشروع نيوم للهيدروجين الأخضر
أشار الغامدي إلى أن شركة "نيوم للهيدروجين الأخضر" حصلت على تمويل كامل لمشروعها، بينما المشاريع الأخرى للهيدروجين الأخضر حول العالم لا تزال في مرحلة التخطيط.
يتميز المشروع بتوقيع اتفاقية حصرية مع شركة "إير برودكتس" لشراء 100٪ من الهيدروجين الذي سيتم انتاجه وتصديره لمدة 30 عاما.
الغامدي أكد أن قطاع الهيدروجين الأخضر يعتبر من القطاعات الناشئة والمليئة بالفرص، وتسعى "نيوم للهيدروجين الأخضر" لإظهار الجدوى الاقتصادية لإنتاج الهيدروجين على نطاق واسع، وإبراز قدرة القطاع الناشئ على تحقيق نمو كبير.
الهيدروجين النظيف هو واحد من أكثر الخيارات الواعدة في مواجهة تحديات التغير المناخي في العصر الحالي ومع التزام الدول العالمية بتحقيق الحياد المناخي، من المتوقع أن يلعب الهيدروجين النظيف دورا محوريا في تعجيل عملية التحول المطلوبة في قطاع الطاقة العالمي وبعض الصناعات، إذ يعد الحلا الوحيدا لاستئصال انبعاثات الكربون من هذه القطاعات على نطاق واسع
تخفيض انبعاثات خمسة ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون.
أكد الغامدي أن المصنع سيعمل عند تشغيله بالكامل في عام 2026 على تفادي ما يصل إلى 5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
وسيكون الهيدروجين النظيف أحد العناصر الأساسية في مزيج الطاقة المستقبلي، مساهما في التصدي للتحدي المتمثل في إزالة الكربون من القطاعات التي تلعب دورا كبيرا في حياة الناس اليومية، والتي يصعب فيها التقليل من الانبعاثات.
بمثال على ذلك، قال: «نرى أن الهيدروجين النظيف له إمكانيات كبيرة إذا تم استخدامه في تشغيل الشاحنات والمعدات الثقيلة، التي تعمل بشكل مستمر في مناطق نائية حول العالم ولا يمكن إيقافها أو توفير وقود لها لفترات طويلة»
يلاحظ أن بخار الماء هو الناتج الوحيد لاحتراق الهيدروجين، الأمر الذي يجعله منتجا نهائيا خاليا من الكربون تماما.
أكد الغامدي بأن شركة "نيوم للهيدروجين الأخضر" ليست فقط تساهم في الحفاظ على البيئة وتقليل انبعاثات الكربون، وإنما تهدف أيضا إلى تعزيز التعاون الدولي والاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
موقع شركة "نيوم للهيدروجين الأخضر" في الشرق الأوسط
وصرح قائلا: "آمل أن تصبح شركة (نيوم للهيدروجين الأخضر) مصدر إلهام وحافز للشركات الأخرى حول العالم من خلال التأكيد على الجدوى الاقتصادية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة منخفضة، مما يعزز الابتكار ويقلل من التكاليف ويسرع من وتيرة التحول نحو الهيدروجين الأخضر.
"
أكد أن "نيوم للهيدروجين الأخضر" تسهم في التحول نحو الطاقة النظيفة ورفع الكفاءة التنافسية العالمية للهيدروجين الأخضر، وأشار إلى أن تكلفة إنتاجه ستنخفض تدريجيا مع توسع استخدامه.
ورأى أننا على أعتاب تحول جذري في مجال الطاقة، معربا عن أمله في ظهور المزيد من المشاريع المبتكرة مثل مشروع "نيوم للهيدروجين الأخضر" في مختلف أنحاء العالم خلال السنوات المقبلة.
حول فرص الهيدروجين الأخضر في الحصول على حصة من خليط الطاقة العالمية في المستقبل، صرح رئيس "نيوم للهيدروجين الأخضر" بأن الهيدروجين الأخضر يحمل اليوم إمكانيات كبيرة وواعدة بالفعل.
أشارت بعض الدراسات إلى إمكانية مساهمته بنسبة 10٪ في جهود تقليل تأثيرات تغير المناخ لتحقيق درجة 1.5 مئوية، وتلبية 12٪ من الطلب العالمي النهائي على الطاقة ضمن اقتصاد محايد مناخيا.
تتنبأ توقعات شركة برايس ووتر هاوس كوبرز بتسارع زخم الطلب على الهيدروجين الأخضر بعد عام 2030، خاصة ابتداء من عام 2035 وما بعده؛ حيث يخطط الاتحاد الأوروبي وحده لاستيراد عشرة ملايين طن من الهيدروجين النظيف بحلول عام 2030.
بالرغم من إمكانيات الهيدروجين الأخضر الواعدة، يجب على دول العالم زيادة إنتاج الهيدروجين النظيف بصورة ملحوظة، من أجل تلبية الطلب المستقبلي المتوقع وتمكينه من أن يصبح حلا أساسيا للتخلص من الكربون في القطاعات التي تشكل تحديا في تقليل الانبعاثات.
أكد الغامدي ضمن هذا الإطار على ضرورة تسريع التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، لمواجهة تحديات التغير المناخي وعلى الرغم من ذلك، فإن قطاع الهيدروجين النظيف يواجه بداية طويلة نحو استيعاب الطلب المستقبلي المتوق، ويتبقى أن شركات الإنتاج والاستثمار بحاجة إلى تعجيل استغلال الإمكانيات والفرص المتاحة في هذا القطاع وأضاف: "يمكن تعجيل الجهود العالمية ضمن هذا القطاع من خلال التوصل إلى تعريف للهيدروجين الأخضر وتنظيم عمليات إنتاجه واتخاذ التدابير الضرورية لتحفيز الطلب وتيسير العرض في المستقبل معا، يمكننا صياغة مستقبل أخضر ومستدام لأجيال الغد".