قم بمشاركة المقال
لم تكشف السلطات الإيرانية حتى الآن الظروف والعوامل التي سقطت فيها المروحية التي كان على متنها الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قبل أيام، إلا أن منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي زعمت أنه تم "إسقاطها" بسلاح "ليزر فضائي".
وأدى تحطم الطائرة في منطقة جبلية بالقرب من الحدود مع أذربيجان إلى مقتل الرئيس الإيراني، ووزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، و6 آخرين بين ركاب وأفراد طاقم، فيما انتشرت مشاهد توثق اللحظات الأولى للعثور على "جثث متفحمة، وسط ركام المروحية المحطمة".
اقرأ أيضاً
وأطلقت عملية بحث وإنقاذ ضخمة بمساعدة من تركيا وروسيا والاتحاد الأوروبي. وأعلن التلفزيون الرسمي وفاة رئيسي، الإثنين.
وفي منشور عبر منصة إكس أرفق بصورة مروحية تشتعل فيها النيران، ادعى تعليق أن الطائرة أُطلق عليها النار "من السماء بواسطة ليزر فضائي"، ليحصد نحو 30 مليون مشاهدة.
اقرأ أيضاً
المزاعم باستهداف الطائرة بسلاح ليزر فضائي تثير استغراب وتندر خبراء عسكريين تحدثوا لموقع "الحرة"، مؤكدين أن مثل هذه الادعاءات لا تخرج عن إطار "حرب معلومات مضللة" لحقيقة ما حصل.
الخبير العسكري الأميركي، مارك كيميت، يؤكد أن "هذه مزاعم لا أساس لها على الإطلاق"، مشيرا إلى أنه "إذا استخدمت آلية أو مركبة أو طائرة قديمة الصنع، في ظروف جوية سيئة" عليك أن تتوقع وقوع "حادث".
اقرأ أيضاً
وقال كيميت، الذي كان مساعدا لوزير الخارجية الأميركي الأسبق للشؤون العسكرية، إنه "لا توجد أي دولة لديها القدرة والقابلية على استهداف طائرة مروحية متحركة" بسلاح يستخدم شعاع الليزر يتم إطلاقه من الفضاء.
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد جديدة توثق اللحظات الأولى للعثور على جثث الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، وسبعة أشخاص آخرين، بينهم وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، بعد حادثة تحطم مروحية كانت تقلهم، الأحد.
الخبير العسكري الأردني، مأمون أبو نوار، يوضح أن هذه "حرب معلومات مضللة تستغل أحداثا في إطار تجاذبات سياسية عبر شبكات التواصل الاجتماعي".
وقال في حديث لموقع "الحرة"، إن هناك أسلحة "تستخدم أشعة ليزر في نطاق ضيق"، لكن في تقديره المبدئي أن "ما وقع كان حادثا".
وأضاف أن "التساؤلات حول حقيقة ما حصل لن يجيب عنها سوى حطام الطائرة الذي سيحدد الأسباب الحقيقية"، مشددا على ضرورة مشاركة جهات دولية أو مختبرات دولية متخصصة "والتي ستكون قادرة على فك لغز سقوط الطائرة، إذ يمكنهم معرفة ما حصل بدقة متناهية".
وتحدث بتندر عن "افتراض وجود سلاح ليزري فضائي"، لافتا إلى أن الأحوال الجوية التي كانت تطير فيها المروحية الإيرانية تشير إلى وجود أمطار وجو غير مستقر، مما يعني أنه حتى "قدرة السلاح الليزري المزعوم على إصابة هدفه مستحيلة، إذ ستعمل ذرات الماء على تشتيت هذا الشعاع".
الولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا واليابان والصين وتايوان وتركيا جميعها تعمل على تطوير أسلحة تستخدم تقنيات الليزر، حسب تقرير نشرته مجلة نيوزويك، لكن هذه التقنيات لم تصل إلى حد "سلاح ليزري يطلق من الفضاء"، وفق ما أكد أبو نوار.
وبالبحث عن صورة الطائرة المرفقة مع المنشور، تبين أنها منشورة قبل أشهر في تقرير يتحدث عن نظريات المؤامرة حول تحطم طائرات المروحية، فيما رجح تقرير نشره موقع "دويتشه فيليه" أن الصورة مفبركة.
ويبدو أن المزاعم باستخدام "سلاح نووي فضائي" ليست المعلومات المضللة الوحيدة التي رافقت الأنباء عن حادثة سقوط الطائرة.
وتداول مستخدمون صورة تظهر هيكل طائرة محطم وسط منطقة حرجية. وأشار ناشرو الصورة في تعليقهم إلى أنها تعود للمروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني.
وبعد التحقق منها تبين أنها تعود لحادث تحطم طائرة في كولومبيا، في عام 2016، راح ضحيته غالبية لاعبي فريق تشابيكوينسي البرازيلي لكرة القدم، وفق فرانس برس.
وظهرت منشورات أخرى تحدثت عن صورة لحطام طائرة في منطقة حرجية، وتتضمن بعض المنشورات صورة أخرى لمن بدوا وأنهم عناصر إنقاذ.
وأظهر التفتيش عنها على محركات البحث أنها منشورة ضمن مجموعة من الصور على عدة مواقع إيرانية عام 2020، مما ينفي أن تكون لها أية علاقة بحادث تحطم مروحية رئيسي.
وحسب وكالة "ميزان" الناطقة باسم السلطات القضائية في إيران، تظهر المشاهد طائرة تدريب تحطمت آنذاك في قلا قلعة عباس آباد في شمال إيران.
ووثقت صورة أخرى مشهدا لحطام مروحية عسكرية، تبيّن أنها تعود لمروحية تحطمت في شمال المغرب قبل 5 سنوات.
وتداول مستخدمون مقطعا لفيديو ادعى ناشروه أنه يصور لحظة سقوط طائرة رئيسي، حيث تظهر وهي تسقط في غابة واسعة قبل أن تنفجر.
إلا أن الادعاء غير صحيح، والفيديو في الحقيقة يصور تحطم طائرة فريق إنقاذ في جورجيا، عام 2022.
واستخدمت صورة لتحطم طائرة تابعة للشرطة الأميركية في تكساس، نشرت في يناير الماضي، على أنها طائرة الرئيس الإيراني، حسب وكالة رويترز.
وأعلن المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، الحداد الوطني لمدة 5 أيام، وكلف نائب الرئيس محمد مخبر (68 عاما) تولي مهام الرئاسة وصولا إلى انتخابات ستجرى، في 28 يونيو، لاختيار خلف لرئيسي.